الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ أبي الفداء **
فمنهم عمرو بن لحي بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد من ولد كهلان بن سبأ وكان عمرو بن لحي المذكور ملك الحجاز وكثير الذكر في الجاهلية وإليه تنسب خزاعة فيقولون أنهم من ولد كعب بن عمرو المذكور. قال الشهرستاني: وعمرو بن لحي المذكور هو أول من جعل الأصنام على الكعبة وعبدها فأطاعته العرب وعبدوها معه واستمرت العرب على عبادة الأصنام حتى جاء الإسلام وكان سبب ذلك أن عمرو المذكور سار إِلى البلقاء من الشام فرأى قوماً يعبدون الأصنام فسألهم عنه فقالوا له: هذه أرباب اتخذناها على شكل الهياكل العلوية والأشخاص البشرية نستنصر بها فننتصر ونستشفي بها فنشفى ونستسقي بها فنسقى فأعجبه ذلك فطلب منهم صنماً فدفعوا إِليه هبل فسار به إِلى مكة ووضعه على الكعبة واستصحب أيضاً صنمين يقال لهما إِساف ونائلة ودعى الناس إلى تعظيم الأصنام والتقرب إِليها فأجابوه. وقد ذكر الشهرستاني أنّ ذلك كان في أيام سابور كان قبل الإسلام بنحو أربعمائة سنة إِن كان سابور بن أزدشير بن بابك وأما إِن كان سابور ذا الأكتاف فهو أبعد عن الصواب لأنه ومن ملوك العرب زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عون بن عذرة الكلبي وكان يسمى زهير المذكور الكاهن لصحة رأيه وعاش عمراً طويلاً وغزا غزوات كثيرة وكان ميمون النقيبة واجتمعت عليه قضاعة فغزا بهم غطفان بسبب أنّ بني نقيص بن ريث بن غطفان بنوا حرماً مثل حرم مكة وولي سدانته منهم بنو مرة بن عون فلما بلغ زهيراً ذلك قال: واللّه لا يكون ذلك أبداً ولا أخلي غطفان تتخذ حرماً فغزاهم وجرى بينهم قتال شديد وظفر بهم زهير وأبطل حرمهم وأخذ أموالهم ورد نساءهم عليهم وفي ذلك يقول أبياتاً منها: ولولا الفضل منا ما رجعتم إِلى عذراء شيمتها الحياء وكان زهير المذكور قد اجتمع بأبرهة الأشرم الحبشي صاحب الفيل فأكرمه أبرهة وفضله على غيره من العرب وأمرّه على بكر وتغلب ابني وائل. واستمر زهير أميراً عليهم حتى خرجوا عن طاعته فغزاهم أيضاً وقتل فيهم وكذلك أيضاً غزا بني القين وجرى له مع المذكورين حروب يطول شرحها وكان الظفر لزهير. ولما أسنَّ زهير المذكور شرب الخمر صرفاً حتى مات. قال ابن الأثير: وممن شرب الخمر صرفاً حتى مات عمرو بن كلثوم التغلبي وأبو عامر ملاعب الأسنة العامري. ومن ملوك العرب أيضاً كليب بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر ابن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل ووائل هو بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة الفرس بن نزار بن معد بن عدنان وكان كليب المذكور اسمه وائلاً وكليب لقب غلب عليه وملك كليب على بني معد وقاتل جموع اليمن وهزمهم وعظم شأنه وبقي زماناً من الدهر. ثم داخل كليباً زهو شديد وبغى على قومه فصار يحمي عليهم مواقع السحاب فلا يرعى حماه ويقول وحش أرض كذا في جواري فلا يصاد ولا ترد إبل مع إِبله ولا توقد نار مع ناره وبقي كذلك حتى قتله جساس بن مرة بن ذهل ابن شيبان وشيبان من بني بكر بن وائل المذكور. وكان سبب مقتل كليب أن رجلاً من جرم نزل على خالة جساس وكان اسم خالته المذكورة البسوس بنت منقذ التميمية وكان للجرمي المذكور ناقة اسمها سراب فوجدها كليب ترعى في حماه فضر بها بالنشاب وأخرم ضرعها. وجاءت الناقة إِلى الجرمي صاحبها مجروحة فصرخ بالذل فلما سمعته البسوس وضعت يدها على رأسها وصاحت: واذلاه بسبب نزيلها الجرمي المذكور. فاستنصر جساس لخالته وقصد كليباً وهو منفرد في حماه فضربه بالرمح فقتله. ولما قتل كليب قام أخوه مهلهل بن ربيعة بن الحارث المذكور وجمع قبائل تغلب واقتتل مع بني بكر وجرى بينهم عدة وقائع أولها يوم عنيزة وكانوا في القتال على السواء ثم اتقعوا بماء يقال له النهي وكان رئيس تغلب مهلهلا ورئيس بني شيبان بن بكر الحارث بن مرة أخا جساس وكان النصر لبني تغلب وقتل من بكر جماعة ثم التقوا بالدنائب وهي من أعظم وقائعهم فانتصر مهلهل وبنو تغلب وقتل من بني بكر مقتلة عظيمة وقتل من بني شيبان جماعة منهم شراحيل بن هشام بن مرة وهو ابن أخي جساس وشراحيل المذكور هو جد معن بن زائدة الشيباني وقتل أيضاً الحارث بن مرة وهو أخو جساس كذلك قتل جماعة من رؤساء بني بكر. ثم التقوا يوم واردات فظفرت تغلب أيضاً وكثر القتل في بكر وقتل همام أخو جساس لأبيه وأمه وجعلت تغلب تطلب جساساً أشد الطلب فقال له أبو مرة الحق بأخوالك بالشام وأرسله سراً مع نفر قليل وبلغ مهلهلاً الخبر فأرسل في طلبه ثلاثين نفراً فأدركوا جساساً واقتتلوا فلم يسلم من أصحاب مهلهل غير رجلين وكذلك لم يسلم من البكريين أصحاب جساس غير رجلين وجرح جساس جرحاً شديداً مات منه وعاد الذين سلموا فخبروا أصحابهم وكذلك قتل مهلهل أيضاً بجير بن الحارث البكري ولما قتله مهلهل قال: بؤبشسع نعل كليب فلما قتل بجير قال أبوه الحارث الأبيات المشهورة التي منها: لم أكن من جناتها علم الل - - ه وإني بحرّها اليوم صالي والنعامة اسم فرسه ودامت الحرب بين بني وائل المذكورين كذلك نحو أربعين سنة. ولما قتل جساس أرسل أبوه مرة يقول لمهلهل: قد أدركت ثأرك وقتلت جساساً فاكفف عن الحرب ودع اللجاج والإِسراف فلم يرجع مهلهل عن القتال. ولما طالت الحروب بينهم وأدركت تغلب ما أرادته من بكر أجابوهم إِلى الكف عن القتال وعدم مهلهل واختلف في صورة عدمه تركنا ذكره للاختصار. ومن ملوك العرب زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث ابن قطيعة بن عبس. وهو والد الملك قيس بن زهير العبسي وكان لزهير أتاوة على هوازن يأخذها كل سنة في عكاظ وهو سوق العرب أيام الموسم بالحجاز وكان يسوم هوازن الخسف فكان في قلوبهم منه ووقعت الحرب بين زهير وبين عامر فاتفقت هوازن مع خالد بن جعفر بن كلاب وبني عامر على حرب زهير واقتتلوا معه فاعتنق زهير وخالد وتقاتلا فقتل زهير وسلم خالد وكانت الوقعة بالقرب من أرض هوازن فحملت زهيراً بنوه ميتاً إِلى بلادهم فقال: ورقة بن زهير أبياتاً في ذلك منها يقول لخالد المذكور: فَطِر خالد إِن كنت تسطيع طيرة ولا تقعن إِلا وقلبك حاذر ولما كان من خالد بن جعفر بن كلاب ما كان من قتل زهير خاف وسار إِلى النعمان بن امرئ القيس اللخمي ملك الحيرة واستجار به وكان زهير سيد غطفان فانتدب منهم الحارث بن ظالم المري وقدم إِلى النعمان في معنى حاجة له وكان النعمان قد ضرب لخالد قبة فلما جنَّ الليل دخل الحارث إلى خالد وقتله في قبته غيلة وهرب وسلم. ثم جمع الأخوص بن جعفر وهو أخو خالد بين عامر وأخذ في طلب الحارث المري وكذلك أخذ النعمان في طلبه لقتله جاره وجرى بسبب ذلك حروب وأمور يطول شرحها وكان آخرها يوم شعب جبلة على ما سنذكره إِن شاء الله تعالى. ومن ملوك العرب الملك قيس بن زهير العبسي المذكور وكان قد جمع لقتال بني عامر أخذاً بثأر أبيه زهير ثم نزل قيس بالحجاز وفاخر قريشاً ثم رحل عن قريش ونزل على بني بدر الفزاري الذبياني ونزل على حذيفة بن بدر منهم وكان قيس قد اشترى من الحجاز حصانه داحساً وفرسه الغبراء وقد قيل أن الغبراء بنت داحس استولدها قيس من داحس ولم يشترها. وكان لحذيفة بن بدر فرسان يقال لهما الخطار والحنفاء وقصدان يسابق مع فرسي قيس داحس والغبراء فامتنع قيس وكره السباق وعلم أنه ليس في ذلك خير فأبى حذيفة إِلا المسابقة فأجروا الأربعة المذكورة بموضع يقال له ذات الأصاد وكان الميدان نحو مائة غلوة والغلوة الرمية بالسهم أبعد ما يمكن كان الرهن مائة بعير فسبق داحس سبقاً بيناً والناس ينظرون إِليه وكان حذيفة قد أكمن في طريق الخيل من يعترض داحساً إِنْ جاءَ سابقاً فاعترضه ذلك القوم وضربوه على وجهه فتأخر داحس. ثم سبقت الغبراء أيضاً الخطار والحنفاء فأنكر حذيفة ذلك كله وادّعى السبق فوقع الخلف بين بني بدر وبني قيس وكان بين الربيع بن زياد وَبين قيس خلف بسبب درع اغتصبها الربيع من قيس وكان يسوء الربيع اتفاق بني بدر مع قيس فلما وقع بينهم بسبب السباق سره ذلك ولما اشتد الأمر بينهم قتل قيس ندبة بن حذيفة وكان لقيس أخ يقال له مالك بن زهير وكان نازلا على بني ذبيان فلما أبلغهم قتل ندبة قتلوا مالك بن زهير المذكور غيلة ولما بلغ الربيع بن زياد مقتل مالك غم ذلك عليه جداً وعطف على قيس وانتصر له وعمل الربيع أبياتاً في مقتل مالك منها: من كان مسروراً بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار يجد النساء حواسراً يندبنه ويقمن قبل تبلج الأسحار ثم اجتمع قيس والربيع واصطلحا وتعانقا وقال قيس للربيع إِنه لم يهرب منك من لجأ إِليك ولم يستغن عنك من استعان بك واجتمع إِلى قيس والربيع بنو عبس واجتمع إِلى بني بدر بنو فزارة وذبيان واشتدت الحروب بينهم وهي المعروفة بينهم بحرب داحس فاقتتلوا أولا فقتل عوف بن بدر وانهزمت فزارة وقتلت بنو عبس فيهم قتلاً ذريعاً ثم اتقعوا ثانياً فانتصرت بنو عبس أيضاً وكانت الدائرة على فزارة وقتل الحارث بن بدر وطالت الحروب بينهم وكان آخرها أنهم اتقعوا فانهزمت فزارة وانفرد حذيفة وحمل أخوه ومعهما جماعة يسيرة وقصدوا جفر الهباة فلحقهم بنو عبس وفيهم قيس والربيع بن زياد وعنترة وحالوا بين بني بدر وبين خيلهم وقتلوا حذيفة وأخاه حملا ابني بدر وأكثر الشعراء في ذكر جفر الهباة ومقتل بني بدر عليه وظهرت في هذه الحروب شجاعة عنترة بن شداد. ثم أن فزارة بعد مقتل بني بدر ساعدتهم قبائل كثيرة لأنهم أعظموا قتل بني بدر فلما قويت فزارة سارت بنو عبس ودخلوا على كثير من أحياء العرب ولم يطل لهم مقام عند أحد منهم وآخر الحال أن بني عبس قصدوا الصلح مع فزارة فأجابتهم شيوخ فزارة إِلى ذلك. وتم الصلح بينهم وقيل أن بني عبس لما سارت إِلى بني فزارة واصطلحوا معهم لم يسر معهم الملك قيس بل انفرد عن بني عبس وتاب وتنصر وساح في الأرض حتى انتهى إِلى عمان فترهب بها زماناً وقيل أن قيساً تزوج في النمر بن قاسط لما انفرد عن بني عبس وولد له ولد اسمه فضالة وبقي فضالة المذكور حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على من معه من قومه وكانوا تسعة وهو عاشرهم. وكان بين ملوك العرب وقائع في أيام مشهورة فمنها يوم خزار اتقعت فيه بنو ربيعة بن نزار وهو ربيعة الفرس وقبائل اليمن وكانت الدائرة على اليمن وانتصرت بنو ربيعة عليهم وقتلوا منهم خلقاً كثيراً وقيل: أن قائد بني ربيعة كان كليب وائل المقدم الذكر وخزار جبل بين البصرة إِلى مكة. ومنها أيام بني وائل بسبب قتل كليب كانت بين تغلب وقائدهم مهلهل أخو كليب وبين بكر وقائدهم مرة أبو جساس فأولها يوم عنيزة وتكافأ فيه الفريقان ثم كان بينهم يوم واردات وانتصرت فيه تغلب على بكر ثم يوم الحنو وكان لبكر على تغلب ثم يوم القصيبات انتصرت فيه تغلب وأصيبت بكر حتى ظنوا أنهم قد بادوا ثم يوم أقضة ويقال يوم التحالق كثر فيه القتل في الفريقين وكان بينهم أيام أخر لم يشتد فيها القتال كهذه الأيام. ومن أيام العرب يوم عين اباغ وكان بين غسان ولخم وكان قائد غسان الحارث الذي طلب أدراع امرئ القيس وقيل غيره وكان قائد لخم المنذر بن ماء السماء بغير خلاف وقتل المنذر في هذا اليوم وانهزمت لخم وتبعتهم غسان إِلى الحيرة وأكثروا فيهم القتل وعين أباغَ بموضع يقال ومن أيام العرب يوم مرج حليمة وكان بين غسان ولخم أيضاً وقعة يوم مرج حليمة من أعظم الوقعات وكانت الجيوش فيه قد بلغت من الفريقين عدداً كثيراً وعظم الغبار حتى قيل أنّ الشمس قد انحجبت وظهرت الكواكب التي في خلاف جهة الغبار واشتد القتال فيه واختُلِف في النصر لمن كان منهم. ومنها يوم الكلاب الأول وكان بين الأخوين شراحيل وسلمة ابني الحارث ابن عمرو الكندي وكان مع شراحيل وهو الأكبر بكر بن وائل وغيرهم وكان مع سلمة أخيه تغلب وائل وغيرهم واتقعوا في الكلاب وهو بين البصرة والكوفة واشتد القتال بينهم ونادى منادي شراحيل من أتاه برأس أخيه سلمة فله مائة من الإبل ونادى منادي سلمة من أتاه برأس أخيه شراحيل فله مائة من الإبل فانتصر سلمة وتغلب على شراحيل وبكر وانهزم شراحيل وتبعته خيل أخيه ولحقوه وقتلوه وحملوا رأسه إِلى سلمة. ومنها يوم أوارة وهو جبل وكان بين المنذر بن امرئ القيس ملك الحيرة ين بكر وائل بسبب اجتماع بكر على سلمة بن الحارث فظفر المنذر ببكر وأقسم أنه لا يزال يذبحهم حتى يسيل دمهم من رأس أوارة إِلى حضيضه فبقي يذبحهم والدم يجمد فسكب عليه ماء حتى سال الدم من رأس الجبل إِلى حضيضه وبرت يمينه. ومنها يوم رحرحان من العقد: قال وكان من أمره أن الحارث بن ظالم المري ثم الذبياني لمّا قتل خالد ابن جعفر بن كلاب قاتل زهير حسبما تقدم - ذكره عند ذكر مقتل زهير هرب الحارث من النعمان ملك الحيرة لكونه قتل خالداً وهو في جيرة النعمان فلم يجر الحارث المذكور أحد من العرب خوفاً من النعمان حتى استجار بمعبد بن زرارة فأجاره فلم يوافقه قومه بنو تميم وخافوا من ذلك ووافقه منهم بنو ماوية وبنو دارم فقط فلما بلغ الأخوص أخا خالد مكان حارث المري من معبد سار إِليه واقتتلوا بموضع يقال له وادي رحرحان فانهزمت بنو تميم وأسر معبد بن زرارة وقصد أخوه لقيط بن زرارة أن يستفكّه فلم يقدر وعذبوا معبداً حتى مات. ومنها يوم شعب جبلة وهو من أعظم أيام العرب وكان من حديثه: أنه لما انقضت وقعة رحرحان استنجد لقيط بن زرارة التميمي ببني ذبيان فنجدته وتجمعت له بنو تميم غير بني سعد وخرجت معه بنو أسد وسار بهم لقيط إِلى بني عامر وبني عبس في طلب ثأر أخيه معبد فأدخلت بنو عامر وبنو عبس أموالهم في شعب جبلة هضبة حمراء بين الشريف والشرف وهما ماآن فحضرهم لقيط فخرجوا عليه من الشعب وكسوا جمائع لقيط وقتلوا لقيطاً وأسروا أخاه حاجب ابن زرارة وانتصرت بنو عامر وبنو عبس نصراً عظيماً وفي ذلك ويوم الشعْبِ قد تركوا لقيطاً كأنّ عليه حلة أرجوان وكبّلَ حَاجبٌ بالشامِ حولاً فحِكم ذا الرقيبة وهو عانِ وقتل أيضاً من بني ذبيان وبني تميم وبني أسد في يوم شعب جبلة جماعة كثيرة وقد أكثرت العرب من مراثي المقتولين من القبائل المذكورة وكان يوم رحرحان قبل يوم شعب جبلة بسنة واحدة وكان يوم شعب جبلة في العام الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى النقل من العقد لابن عبد ربه. ومن أيام العرب المشهورة يوم ذي قار وكان في سنة أربعين من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في عام وقعة بدر الأول أقوى وكان من حديثه أنّ كسرى برويز غضب على النعمان بن المنذر وحبسه فهلك في الحبس وكان النعمَان قد أودع حلقته وهي السلاح والدروع عند هانئ بن مسعود البكري فأرسل برويز يطلبها من هانئ المذكور فقال: هذه أمانة والحر لا يسلم أمانته وكان برويز لما أمسك النعمان قد جعل موضعه في مُلك الحيرة إِياس بن قبيصة الطائي فاستشار برويز إِياساً المذكور فقال إِياس: المصلحة التغافل عن هانئ بن مسعود المذكور حتى يطمئن وتتبعه فتدركه فقال برويز إِنه من أخوالك ولا نألوه نصحاً فقال إِياس: رأي الملك أفضل. فبعث برويز الهرمزان في ألفين من الأعاجم وبعث ألفا من بهرا فلما بلغ بكر ابن وائل خبرهم أتوا مكاناً من بطن ذي قار فنزلوه ووصلت إِليهم الأعاجم واقتتلوا ساعة وانهزمت الأعاجم هزيمة قبيحة وأكثرت العرب الأشعار في ذكر هذا اليوم. هو في اللفظ واحد وفي المعنى جمع وكل جنس من الحيوان أمة وفي الحديث (لولا أنّ الكلاب أمة من الأممَ لأمرتُ بقتلها ). من كتاب أبي عيسى المغربي قال: أمة السريان هي أقدم الأمم وكلام آدم وبنيه بالسرياني وملتهم هي ملة الصابئين ويذكرون أنهم أخذوا دينهم عن شيث وإدريس ولهم كتاب يعزونه إِلى شيث ويسمونه صحف شيث يذكر فيه محاسن الأخلاق مثل الصدق والشجاعة والتعصب للغريب وما أشبه ذلك ويأمر به ويذكر الرذائل ويأمر باجتنابها وللصابئين عبادات منها سبع صلوات منهن خمس توافق صلوات المسلمين والسادسة صلاة الضحى والسابعة صلاة يكون وقتها في تمام الساعة السادسة من الليل وصلاتهم كصلاة المسلمين من النية وأن لا يخلطها المصلي بشيء من غيرها ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود ويصومون ثلاثين يوماً وإن نقص الشهر الهلالي صاموا تسعاً وعشرين يوماً وكانوا يراعون في صومهم الفطر والهلال بحيث يكون الفطر وقد دخلت الشمس الحمل ويصومون من ربع الليل الأخير إِلى غروب قرص الشمس ولهم أعياد عند نزول الكواكب الخمسة المتحيرة بيوت أشرافها والشمسة المتحيرة: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد. ويعظمون بيت مكة ولهم بظاهر حران مكان يحجونه ويعظمون أهرام مصر ويزعمون أن أحدها قبر شيث بن آدم والآخر قبر إِدريس وهو حنوخ والآخر قبر صابي بن إِدريس الذي ينتسبون إِليه ويعظمون يوم دخول الشمس برج الحمل فيتهادون فيه ويلبسون أفخر ملابسهم وهو عندهم من أعظم الأعياد لدخول الشمس برج شرفها. قال ابن حزم: والدين الذي انتحله الصابئون أقدم الأديان على وجه الدهر والغالب على الدنيا إِلى أن أحدثوا فيه الحوادث فبعث الله تعالى إِليهم إبراهيم خليله عليه السلام بالدين الذي نحن عليه الآن. قال الشهرستاني: والصابئون يقاتلون الحنيفية ومدار مذهبهم التعصب للروحانيين كما أن مدار مذهب الحنفات التعصب للبشر والجسمانيين. وهم من ولد حام بن نوح وكان سكناهم بديار مصر وكانوا أهل ملك عظيم وعز قديم واختلط بالقبط طوائف كثيرة من اليونان والعماليق والروم وغيرهم وإنما صاروا أخلاطاً لكثرة من تداول عليهم وَمَلَكَ مصر فإِن أكثر من تملك مصر الغرباء وكان القبط في سالف الدهر صابئة يعبدون الهياكل والأصنام وكان منهم علماء بضروب من علم الفلسفة وخاصة بعلم الطلسمات والنيرنجات والمرائي المحرقة والكيمياء. وكانت دار ملكهم مدينة منف وهي على جانب النيل من غربيه وكانت ملوكهم تلقب الفراعنةِ وقد تقدم ذكرهم. ومساكنهم وسط المعمور ويقال لها أرض فارس. ومنها: كرمان والأهواز وأقاليم يطول ذكرها وجميع ما دون جيحون من تملك الجهات يقال له إِيران وهي أرض الفرس وأما ما وراء جيحون فيقال له توران وهو أرض الترك وقد اختلف في نسب الفرس فقيل أنهم من ولد فارس بن إِرم بن سام وقيل: إِنهم من ولد يافث والفرس يقولون: إِنهم من ولد كيومرت وكيومرت عندهم هو الذي ابتدأ منه النسل مثل آدم عندنا ويذكرون أن الملك لم يزل فيهم من كيومرت وهو آدم إِلى غلبة الإسلام خلا تقطع حصل في مدد يسيرة لا يعتد به مثل تغلب الضحاك وفراسياب التركي. وملوك الفرس عند الأمم أعظم ملوك العالم وكان لهم العقول الوافرة والأحلام الراجحة وكان لهم منٍ ترتيب المملكة ما لم يلحقهم فيه أحد من الملوك وكانوا يولون ساقط البيت شيئاً من أمور الخاصة. والفرس فرق كثيرة فمنهم الديلم وهم سكان الجبال ومنهم الجيل وهم يسكنون الوطاة التي لجبال الديلم وأرضهم هي ساحل بحر طبرستان. ومنهم الكرد ومنازلهم جبال شهرزور وقيل: إِن الكرد من العرب ثم تنبطوا. وقيل: إِنهم أعراب العجم. وكان للفرس ملة قديمة وكان يقال للدائنين بها الكيومرتية أثبتوا إِلهاً قديماً وسموه يزدان وإلهاً مخلوقاً من الظلمة محدثاً وسموه أهرمن. ويزدان عندهم هو الله تعالى وأهرمن هو إِبليس وكان أصل دينهم مبنياً على تعظيم النور وهو يزدان والتحرز من الظلمة وهو أهرمن ولما عظموا النور عبدوا النيران وكان الفرس على ذلك حتى ظهر زرادشت. وكان على أيام بشتاسف فقبل دينه ودخل فيه ثم صارت الفرس على دينه وذكر لهم زرادشت كتاباً زعم أن الله تعالى أنزله عليه وزرادشت من أهل قرية من قرى أذربيجان ولهم في خلق زرادشت وولادته كلام طويل لا فائدة فيه فأضربنا عنه وقال زرادشت بإله يسمى أرمزد بالفارسي وأنه خالق النور والظلمة ومبدعهما وهو واحد لا شريك له وأن الخير والشر والصلاح والفساد إِنما حصل من امتزاج النور بالظلمة ولو لم يمتزجا لما كان وجود للعالم ولا يزال المزاج حتى يغلب النور الظلمة ثم يتخلص الخير إِلى عالمه والشر إِلى عالمه وقُبْلَة زرادشت إِلى المشرق حيث مطلع الأنوار. وللفرس أعياد ورسوم فمنها النوروز وهو اليوم الأول من فروردينماه واسمه يوم جديد لكونه غرة الحول الجديد وبعده أيام خمسة كلها أعياد ومن أعيادهم التيركان وهو ثالث عشر تيرماه ولما وافق اسم اليوم الثالث عشر اسم شهره صار ذلك اليوم عيداً وهكذا كل يوم يوافق اسمه اسم شهره فهو عيد ومنها المهرجان وهو سادس عشَر مهرماه وفيه زعموا أن أفريدون ظفر بالساحر الضحاك بيوراسب وحبسه في جبل دنياوند ومنها الفروردجان وهو الأيام الخمسة الأخيرة من أبان ماه يضع المجوس فيها الأطعمة والأشربة لأرواح موتاهم على زعمهم ومنها ركوب الكوسج وهو أنه كان يأتي في أول فصل الربيع رجل كوسج راكب حماراً وهو قابض على غراب وهو يتروّح بمروحة ويودع الشتاء وله ضريبة يأخذها ومتى وجد بعد ذلك اليوم ضرب ومنها الذق وهو العاشر من بهسنماه وليلته وتوقد في ليلته النيران ويضرب حولها. ومنها الكنبهارات وهي أقسام لأيام السنة مختلفة في أول كل قسم منها خمسة أيام هي في الكنبهارات زعم زرادشت أن في كل يوم خلق الله تعالى نوعاً من الخليقة من سماء وأرض وماء ونبات وحيوان وإنس فتم خلق العالم في ستة أيام. قال أبو عيسى: المنقول عن أصحاب السير من اليونان أن اليونان نجموا من رجل اسمه اللن ولد سنة أربع وسبعين لمولد موسى النبي عليه السلام وكان أميرس الشاعر اليوناني موجوداً في سنة ثمان وستين وخمسمائة لوفاة موسى عليه السلام وهو تاريخ ظهور أمة اليونان واشتهارهم ولم يُعلموا قبل ذلك. قال: وكانوا أهل شعر وفصاحة ثم صارت فيهم الفلسفة في زمان بخت نصر. قال: وهذا منقول من كتاب كوولبس الذي رد فيه على لليان الذي ناقض الإنجيل أقول وقد نقل الشهرستاني أن أبيدقليس كان في زمن داود النبي عليه السلام وكذلك فيثاغورس كان في زمن سليمان بن داود عليه السلام وأخذ الحكمة من معدن النبوة وكانت وفاة سليمان بن داود لمضي خمسمائة وثلاث وسبعين سنة من وفاة موسى وكان أبيدقليس وفيثاغورس فيلسوفين مشهورين من اليونانيين فقول أبي عيسى إِن الفلسفة إِنما ظهرت من اليونان في زمن بخت نصر غير مطابق لما نقله الشهرستاني فإِن بخت نصر بعد سليمان بأكثر من أربعمائة سنة. ومن كتاب ابن سعيد المغربي: أن بلاد اليونان كانت على الخليج القسطنطيني من شرقيه وغربيه إِلى البحر المحيط والبحر القسطنطيني هو خليج بين بحر الروم وبحر القرم واسم بحر القرم في القديم بحر نيطش - بكسر النون وياء مثناة من تحتها ساكنة وطاء مهملة لا أعلم حركتها وشين معجمة - قال: واليونان فرقتان: فرقة يقال لهم الإِغريقيون وهم اليونانيون الأول والفرقة الثانية يقال لهم اللطينيون. وقد اختلف في نسب اليونان فقيل أنهم من ولد يافث وقيل أنهم من جملة الروم من ولد صوفر بن العيص بن يعقوب بن إِبراهيم الخليل عليهما السلام. وكانت ملوك اليونان المقدم ذكرهم في الفصل الثالث من أعظم الملوك ودولتهم من أفخر الدول ولم يزالوا كذلك حتى غلبت عليهم الروم حسبما تقدم في ذكر أغسطس فدخلت اليونان في الروم ولم يبق لهم ذكر. قال: وكانت بلادهم في الربع الشمالي الغربي متوسطها الخليج القسطنطيني وجميع العلوم العقلية مأخوذة عنهم مثل العلوم المنطقية والطبيعية والإلهية والرياضية وكانوا يسمون العلم الرياضي جومطريا وهو المشتمل على علم الهيئة والهندسة والحساب واللحون والإيقاع وغير فلك وكان العالم بهذه العلوم يسمى فيلوسوفاً وتفسيره محب الحكمة لأن فيلو محب وسوفاً الحكمة. فمن فلاسفتهم ثاليس الملطي قال أبو عيسى: كان في زمن بخت نصر ومنهم أبيد قليس وفيثاغورس اللذين تقدم أنهما كانا في زمن داود وسليمان عليهما السلام وفيثاغورس من كبار الحكماء ويزعم أنه سمع حفيف الفلك وصل إِلى مقام الملك. وقال: ما سمعت شيئاً ألذ من حركات الأفلاك ولا رأيت شيئاً أبهى من صورتها. ومنهم أبقراط الحكيم الطبيب المشهور ونجم في سنة مائة وست تسعين لبخت نصر فيكون أبقراط قبل الهجرة بألف ومائة وبضع وسبعين سنة. ومنهم سقراط قال الشهرستاني في الملل والنحل: إِنه كان حكيماً فاضلاً زاهداً واشتغل بالرياضة وأعرض عن ملاذ الدنيا واعتزل إِلى الجبل وأقام في غار ونهى الناس عن الشرك وعبادة الأوثان فثارت عليه العامة والجأوا ملكهم إِلى قتله فحبسه ثم سقاه سمّاً فمات. ومنهم أفلاطون الإِلهي وكان تلميذاً لسقراط المذكور ولما اغتيل سقراط السم قام أفلاطون ومنهم أرسطوطاليس وكان تلميذاً لأفلاطون وكان أرسطو المذكور في زمن الإسكندر وبين الإِسكندر والهجرة تسعمائة وأربع وثلاثون سنة فيكون أفلاطون قبل ذلك بمدة يسيرة وكذلك يكون سقراط قبل أفلاطون بمدة يسيرة أيضاً فبالتقريب يكون بين سقراط والهجرة نحو ألف سنة ويكون بين أفلاطون والهجرة أقل من ألفي سنة. ومنهم طيماوس وهو من مشايخ أفلاطون وأما أرسطوطاليس فهو المقدم المشهور والحكيم المطلق. قال الشهرستاني: ولما صار عمر أرسطو المذكور سبع عشر سنة أسلمه أبوه إِلى أفلاطون فمكث عنده نيفاً وعشرين سنة ثم صار حكيماً مبرزاً يعتمد عليه. ومن جملة تلامذة أرسطو الملك الإسكندر الذي ملك غالب المعمور من الغرب إِلى الشرق وأقام الإسكندر يتعلم على أرسطو خمس سنين وبلغ فيها أحسن المبالغ ونال من الفلسفة ما لم ينل سائر تلاميذ أرسطو ولما لحق أباه فيلبس مرض الموت أخذ ابنه الإسكندر من أرسطو وعهده إِليه بالملك. ومنهم يرقلس وكان بعد أرسطو وصنف كتاباً ورد فيه شبهاً في قدم العالم. ومنهم الإسكندر الأفروديسي وكان بعد أرسطو وهو من كبار الحكماء. ومما نقلناه من تاريخ ابن القفطي وزير حلب في أخبار الحكماء قال: فمنهم طيموخارس وهو حكيم رياضي يوناني عالم بهيئة الفلك رصد الكواكب في زمانه وقد ذكره بطلميوس في المجسطي وكان وقته متقدماً لوقت بطلميوس بأربعمائة وعشرين سنة. ومنهم فرفوريوس وكان من أهل مدينة صور على البحر الرومي بالشام وكان بعد زمن جالينوس الذي سنذكره وكان فرفوريوس المذكور عالماً بكلام أرسطو وقد فسر كتبه لمّا شكا إِليه الناس غموضها وعجزهم عن فهم كلامه. ومنهم فلوطيس وكان فاضلاً حكيماً يونانياً وشرح كتب أرسطو ونقلت تصانيفه من الرومي إِلى السرياني قال: ولا أَعلم أن شيئاً منها خرج إِلى العربي. ومنهمٍ فولس الأجانيطي ويعرف بالقوابلي نسبة إِلى القوابل جمع قابلة وكان خبيراً بطب النساء كثير المعاناة له وكان القوابل يأتينه ويسألنه عن الأمور التي تحدث بالنساء عقيب الولادة فينعم السؤال لهن ويجيبهن بما يفعلنه وكان زمنه بعد زمن جالينوس وكان مقامه بالإسكندرية. ومنهم لسلون المتعصب وكان حكيماً يونانياً يقرئ فلسفة أفلاطون وينتصر لها فسمي لذلك بالمتعصب. ومنهم مقسطراطيس وكان فيلسوفاً يونانياً شرح كتب أرسطو وخرجت إلى العربي. ومنهم منطر الإسكندري وكان إِماماً في علم الفلك واجتمع هو وأفطيمن بالإسكندرية وأحكما آلات الرصد ورصد الكواكب وحققاها وكان زمنهما قبل زمن بطلميوس صاحب المجسطي بنحو خمسمائة وإحدى وسبعين سنة. ومنهم مورطس ويقال مورسطس حكيم يوناني له رياضة وحيل وصنف كتاباً في الآلة المسماة بالأرغن وهي آلة تسمع على ستين ميلاً. ومنهم مغلس الحمصي من أهل حمص وكان من تلامذة أبقراط وله ذكر في زمانه وله تصانيف منها كتاب البول وغيره. ومنهم مثرود يطوس ولم يذكر زمانه بل قال عنه: إِنه كان طبيباً وحكيماً وهو الذي ركب المعجون المسمى مثرود يطوس سمّى معجونه باسمه وكان معتنياً بتجربة الأدوية وكان يمتحن قواها في شرار الناس الذين قد وجب عليهم القتل فمنها ما وجده موافقاً للدغة الرتيلاء ومنها ما وجده موافقاً للدغة العقرب وكذلك غير ذلك انتهى كلام ابن القفطي. وأما بطلميوس وجالينوس فإِن زمانهما متأخر عن زمن اليونان وكانا في زمن الروم وأحدهما قريب من الآخر وكان بطلميوس متقدماً على جالينوس بقليلا. قال ابن الأثير في الكامل وقد أدرك جالينوس زمن بطلميوس وكان بطلميوس مصنف المجسطي المذكور في زمن أنطونينوس ومات أنطونينوس في أول سنة اثنتين وستين وأربعمائة لغلبة الإسكندر وكان بين رصد بطلميوس ورصد المأمون ستمائة وتسعون سنة وكان رصد المأمون بعد سنة مائتين للهجرة فيكون بين الهجرة ورصد بطلميوس أربعمائة وتسعون سنة بالتقريب وكان جالينوس في أيام قوموذوس الملك وكان موت قوموذوس في سنة أربع وتسعين وأربعمائة للإسكندر فيكون بين جالينوس والهجرة أكثر من أربعمائة سنة بقليل وذلك كله بالتقريب. ومن حكماء اليونان إِقليدس صاحب كتاب الاستقصات المسمى باسمه قال أبو عيسى: وكان إِقليدس في أيام ملوك اليونان البطالسة فلم يكن بعد أرسطو ببعيد قال: وليس هو مخترع كتاب إِقليدس بل هو جامعه ومحرره ومحققه ولذلك نسب إليه. ومنهم ابرخس وكان حكيماً رياضياً ورصد الكواكب وحققها ونقل بطلميوس عنه في المجسطي وكان بين رصد برخس وبين رصد بطلميوس مائتان وخمس وثمانون سنة فارسية بالتقريب.
|